استمرت منافسات مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم لدورتها الرابعة التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بمقر ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي، وذلك بحضور المستشار إبراهيم محمد بو ملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم والدكتور سعيد عبدالله حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة ، وأعضاء اللجنة المنظمة بالجائزة، وعدد من المهتمين و مرافقي المتسابقات

وتقدمت ست مشاركات في اليوم الثاني في الفترة الصباحية   ..وهن سميرة حسن محمد من كينا و موسالا خديجة مبنغا  من جمهورية الكونغو الديمقراطية و حليمة مراو من الجزائر و سمية جيهوزو من رواندى وعائشة محمد أمين من نيجيريا و فاطمة ماني غينيابيسا أما الفترة المسائيةفقد تقدمت أمام لجنة التحكيم ست متسابقات وهن سيد الزام من جمهورية القمر المتحدة و بوكم مارية من غينيا كوناكري و أسيل على محمد أبو صلاح من فلسطين و واحدة حفصة من بنجلاديش و فاطمة بنت فوزي المعالج من تونس و فاطمة شايا زاهر من المالديف ، وقد أعربن عن  وسعادتهن بالمشاركة في مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في دورتها الرابعة باعتبار أن المشاركة في هذه المسابقة شرف كبير لهن وأنها من أهم المسابقات القرآنية التي تعنى بحفظة كتاب الله تعالى على مستوى العالم.

ومن جانبه أشاد سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بمستوى المتسابقات في حفظ كتاب الله وتلاوته وثقتهن العالية في أنفسهن أثناء تلاوتهن القرآن الكريم وسعيهن لتحقيق أفضل النتائج في المسابقة وتمنى لجميع المتسابقات التوفيق  والسداد  واستمرار العطاء في حفظ كتاب الله والسعي دائما لتطوير أنفسهن في التلاوة والحفظ، ومشيرا إلى أن النجاح الكبير الذي لاقته مسابقات الجائزة في الأوساط المحلية والعالمية منذ بدايتها وحتى الدورة الرابعة لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم هو بفضل الله أولا وبالدعم السخي والرعاية الكريمة والمستمرة من مؤسس الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

و أشار أبو ملحة إلى أن دبي تشهد كل عام مسابقات ومنها مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم ، وتعد من كبرى المسابقات الدولية للقرآن الكريم في العالم والمخصصة للإناث  والتي حققت النجاح المتواصل بفضل الله في الأعوام الثالثة الماضية .

وفي لقاء خاص مع متسابقات اليوم الثاني، قالت موسالا خديجة مبنغا من جمهورية الكونغو الديمقراطية البالغة من العمر اثنتان وعشرين ربيعًا، إنها لم تدخل مدرسة نظامية لحرص والدها وهو دكتور في كلية الحديث الشريف بجامعة أم القرى بالسعودية على تحفيظها القرآن الكريم مع إخوتها البالغ عددهم (25) خمسة وعشرين أخًا وأختًا، يحفظ جميعهم القرآن الكريم، ولأنّ هذه أوّل مشاركة لها في مسابقة دولية فقد استعدت لها بكثرة المراجعة التي وصلت الخمسة أجزاء في اليوم، كانت تسمعهم على زوجها وتشارك أطفالها الصغار الثلاثة التي تحاول تحفيظهم القرآن الكريم منذ صغرهم سيرا بهم على خطى نهج والدها الذي حفظت على يديه القرآن الكريم صغيرة ويقوم الآن بمساعدتها على فقه معانيه بتعليمها تفسيره. وفي ختام حديثها وجهّت شكرًا للقائمين على المسابقة، ولوالديها اللذين كان يشجّعانها حين تحفظ القرآن بتقديم هدايا عن كلّ سورة تحفظها، إضافة إلى تحفيزها بقولهم إنها ستصبح معلمة ومحفظة للقرآن إن أتمّت حفظه، وهي الآن تطمح لتعود بعد هذه المسابقة لبلدها معلمة للقرآن الكريم، إذ خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه.

وقالت ممثلة الجزائر حليمة مراو التي تخرجت من كلية الصيدلة قبل شهرين فقط إنها قضت مع القرآن خمس سنوات حتى أنهت حفظه بعمر السابعة عشر، فهي من أسرة حافظة إذ يحفظ إخوتها الأربعة القرآن الكريم، شاركت في أبريل الماضي في مسابقة إيران، وهذه ثاني مسابقة دولية تشارك فيها. وعن رحلتها مع القرآن الكريم تذكر أن حلقات التحفيظ كان لها الدور البارز في صقل شخصها، وحفظها وتثبيتها، ذلك أنّ الإنسان قد يزيغ، وقد يفتر إلا أن هذه الحلقات أعانتني، وكذلك الآن المسابقات التي تعدّ محطات لا بد لكلّ متسابق أن يقف عندها لتكون له بصمة، فنحن الذين يجدر بنا أن يكون القرآن دستور حياتنا، ففيه تربية، وفيه نجاح لكلّ من تمسّك به سواء في الدنيا أم في الآخرة. ولا أستطيع تخيّل حياتي دون القرآن الكريم. ولي الشرف أن شاركت في هذه المسابقة الضخمة لأقدّم صورة حسنة عن الجزائر وعن أبنائها وبناتها.

فيما قالت ممثلة فلسطين أسيل علي محمد أبو صلاح، وهي طالبة جامعية في السنة الثانية تخصص علم السماع والنطق، إنها لا تذكر العمر الذي بدأت حفظ القرآن الكريم فيه بالضبط لأنّ حفظ القرآن الكريم عندها مرتبط بدراستها وبصفوفها الدراسية، فقط بدأت الحفظ بالصف الرابع مع معلمتها حتى وصلت وهي بالصف العاشر إلى الجزء الخامس عشر، لتلتحق بعدها وهي بالصف الحادي عشر للحفظ والقراءة على شيخ للحصول على إجازة بالسند المتصل إلى رسول الله على وفق برنامج للحفظ بوقت قياسي، إذ حفظت خمسة عشر جزءًا المتبقي خلال شهرين فقط، من بينهما شهر رمضان. وعن كيفية سماعها عن المسابقة ذكرت أن الفائزة بالمركز الأول في مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك في دورتها الثانية كانت تقرأ على شيخها الذي قرأت عليه، وهي من أخبرتها عن المسابقة وشجّعتها للتقدم للمشاركة فيها، فهي أول مسابقة دولية تشارك فيها إلا أنها ستكون مفتاحا للمشاركة في مسابقات أخرى.

كما قالت فاطمة بنت فوزي المعالج من تونس التي تحضر رسالة الماجستير في تخّصص المالية الإسلامية إنها شاركت في شهر مارس الماضي في مسابقة المملكة الهاشمية في الأردن، وسعيدة بهذه المشاركة التي انتظرتها منذ التحقت بركب الحافظات لكتاب الله، لأنّ حفظ القرآن هو التجارة التي لا تبور بإذن الله، ولأنّ القرآن فتح، وسعادة وطمأنينة وفلاح، إنه حياة. تمنيت لو أني بدأت حفظ القرآن الكريم منذ صغري، لكني بدأته متأخرة بعمر الخامسة عشر، واستغرقت ست سنوات حتى ختمته، لذلك فقد شعرت بأني ولدت فعلا عندما بدأت حفظ القرآن، لما وجدت فيه من سعادة وبركة وتيسير في حياتي. ولعلّ أهمّ حدث في مسيرة حفظي للقرآن الكريم كان بعدما حفظت الربع الأول وكنت سعيدة به، لكن الحلقة التي كنت أنتمي إليها توقّفت فجأة، فحزنت، وبقيت أدعو الله مدة طويلة كدت في لحظات منها أن أستسلم وأتوقف عن الحفظ لحين وجدت حلقة جديدة، وذلك ليقيني بأنّ يد الله مع الجماعة وأنّ الحفظ في جماعة ورفقة صحبة صالحة فيه بركة، وسيعينني على الثبات، لأنّ مجرد مراجعتي وحفظي مع زميلتي سيقوّيني، ولأنّ العزيمة تبلى فإنه لا بد من أخت تشدّ بيدي، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز حكاية عن موسى: "قال ربّ اشرح لي صدري... واجعل لي وزيرًا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبّحك كثيرًا، ونذكرك كثيرًا، إنّك كنت بنا بصيرًا"، وفعلا وجدت في رفقة القرآن بركة عظيمة.

 


 

الرعاة