تواصلت فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ليومها الثالث في دورتها الثانية والعشرين "دورة زايد" والتي تنظم برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وتخللت فعالية اليوم الثالث محاضرة بعنوان "الوسطية خصيصة الإسلام" لفضيلة الدكتور محمد محمد إمام داوود من علماء الأزهر الشريف في مصر، وذلك بحضور المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ونائب رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة للجائزة، وممثلي رعاة اليوم الثالث للمسابقة ديوان صاحب السمو حاكم دبي، وهيئة الطرق والمواصلات بدبي، وعدد من المسؤولين وجمع كبير من الحضور المتابعين لفعاليات المسابقة القرآنية.

 

وذكر فضيلة الشيخ في محاضرته أن الله تعالى أمر المؤمنين  بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله تعالى: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"،  واشار إلى أنه كلما ابتعدنا عن الوسطية زاد الشقاق والصراع، وقال إننا أمام تيارين في المشهد الثقافي للوسطية تيار التشدد في الدين وتيار التفريط في الدين، وقد حدد القرآن الكريم الوسطية ومتحدثا في قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، وكلمة الوسطية التي تطلق على الاعتدال والعدل والتوازن في الأمور وأوسط الشئ أعدله كما ورد في الصحيح من الحديث الشريف، وهناك وسطية الإنفاق واتباع منهج الإسلام والمعتدل موضحا مثالا للشباب الذين أوضحوا للرسول صلى الله عليه وسلم بأن أحدهم يصوم الدهر والثاني يقوم الليل كله والثالث لا يتزوج النساء فقال لهم إنني أصوم وأفطر وأقوم الليل وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني، ومشيرا صلى الله عليه وسلم إلى أن الوسطية والاعتدال ما يوافق الفطرة وخيرية الأمة وصراط الله المستقيم لقوله تعالى: "َوأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وحذر صلى الله عليه وسلم من المبالغة في التشدد تؤدي إلى الهلاك، كما دعا للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن والتعامل بالعفو والرحمة والإعراض عن الجاهلين.

 

وفِي لقاء مع رعاة الأمسية عبر الأستاذ محمد عبيد الملا عضو مجلس المديرين بهيئة الطرق والمواصلات عن سعادته برعاية الهيئة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها "22" عام زايد وتأتي هذه الرعاية امتدادا وتواصلا لرعايتهم للمسابقة من انطلاقتها قبل 22 عاما ورعايتنا لأحد أيام المسابقة هي من قبيل التعاون على البر والتقوى ونوع من التعاون بين الجهات المحلية المختلفة بما يسهم في دعم الجائزة كشراكة استراتيجية بين مؤسسات حكوة دبي، وتعد الجائزة مبادرة كريمة من صاحب السمو حاكم دبي لتكريم القرآن وأهله، ومشيراً إلى أن هناك تقدماً ورقياً في أداء القراء من مختلف دول العالم، مؤكداً أن الجائزة لها دور كبير في تشجيع كثير من النشء على حفظ القرآن في العالم، وقال: وجدنا الأسر تحث أبناءها على حفظ القرآن بعدما رأت هذا الاهتمام الكبير بالحافظين للقرآن، كما لاحظنا أن المؤسسات والجهات المرشحة للمتسابقين في الدول والجاليات بالخارج لاختيار أفضل المتسابقين وهذا بفضل حسن التنظيم وللدور الكبير الذي يقوم به رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة، ولنشعر بثمار هذا النجاح المتواصل دائما في هذه الأجواء الإيمانية العظيمة التي ننتظرها كل عام في أروقة مسابقات القرآن الكريم المتعددة للجائزة في دبي

وفي ختام المحاضرة قام سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وأعضاء اللجنة بتكريم فضيلة الشيخ المحاضر وتكريم رعاة المسابقة وتبادل الدروع التذكارية والتقاط الصور الجماعية في هذه المناسبة الكريمة، كما تم السحب على كوبونات الجمهور بعدة جوائز مهداة من الجائزة للحضور .

 وجاءت محاضرة الشيخ صالح المغامسى بعنوان "نساء قانتات" بجمعية النهضة النسائية بدبي   ضمن جدول المحاضرات  وتحدث فيها عن أن طاعة المرأة لزوجها وربها هو القنوت الحق، وأوضح صفات المرأة القانته ومعنى القنوت وقال تعالى عن الصديقة مريم "وكانت من القانتين"، وقال تعالى "فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله"، ومشيرا إلى أن المراة الصالحة هى التى اذا نظر اليها زوجها سرته، واذا اعتنت بنفسها أسهمت بأن يغض بصره ، فإذا غاب عنها حفظته واذا أمرها اطاعته كما اطاعت الله وصلت خمسها وصامت شهرها دخلت الجنة لان حسن تبعل المراة لزوجها يعدل الجهاد فى سبيل الله، وهنا ترتقى المراة الى منزلة الجهاد بحسن تبعلها لزوجها وإدارتها لبيتها واولادها وطاعتها لله.

 واستطرد المغامسى من صفات المرأة القانته بر الوالدين روى الامام مسلم فى حديث بريدة رضى الله عنه " جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله اننى أهديت أمى جارية ثم ماتت أمى فقال عليه السلام ثبت لك الأجر وردها إليك الميراث قالت إنها ماتت وعليها شهر لم تصمه أنا أصوم عنها قال عليه السلام نعم صومي عنها قالت إنها ماتت ولم تحج أنا أحج عنها قال نعم حجى عنها " فهذا الحديث يوضح كيف كان بر هذه المرأة لأمها حية وبعد وفاتها كذلك المرأة المسلمة تحسن إلى والديها ولمن له الحق عليها، وأن المرأة القانته هى التى تكرم جارتها وتحسن التودد اليها، وأن من اعظم القنوت طاعة الله تعالى والاكثار من ذكر الله والتقرب إليه بالعمل الصالح من صلاة وقيام وصدقات خاصة فى شهر رمضان لانها ايام مباركة قال عليه السلام " اول بى لحوقا اطولكن يدا اى اكثركن صدقة ، ومن القنوت ايضا ان يبتعد المرء عن ظلم العباد وان يتقى الله فلا يستطيع من اتقى الله ان يخاصم وان يتنازل خوفا من الله فالقلوب اذا صلحت صلح الجوارح .وفى نهاية المحاضره شكر الشيخ صالح المغامسى الحضور والقائمين على جائزة القران الكريم .

 


 

الرعاة