في يومها التاسع وختام جلسات الاستماع للمتسابقات بمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثانية التي أقيمت فعالياتها في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي في الفترة من 12 – 24 نوفمبر الجاري والتي شهدت منافسة قوية على المراكز الأولى والمتقدمة في الحفظ والتلاوة ومسابقة أحسن الأصوات والأداء وذلك بحضور سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وأعضاء اللجنة المنظمة للجائزة وعدد من مسؤولي الدوائر الحكومية ورجال الأعمال، ورعاة اليوم التاسع للمسابقة، ومرافقي المتسابقات، وجمع من الحضور المهتمين والمتابعين لفعاليات المسابقة القرآنية.

 

وجدير بالذكر أن فعاليات الدورة الثانية لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم  شهدت مشاركة واسعة من الدول العربية والإسلامية ومختلف دول العالم بلغ عددها 76 دولة، كما تم  نقل فعاليات المسابقة عبر قناة الجائزة وقناة نور دبي الفضائية من شبكة قنوات دبي التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، كما قامت مؤسسة الإمارات للاتصالات بوضع قناة الجائزة ضمن القنوات الموجودة في خدمة الإي لايف.

وقد استمعت لجنة التحكيم أمس الثلاثاء بفترتيها الصباحية والمسائية إلى تلاوات عطرة لكتاب الله من المتسابقات  بأصوات ندية وقوية من 8 متسابقات في الحفظ برواية حفص عن عاصم وهن أمينة مامادو حسن عمر من النيجر، ريم منذر قاسم الشبول من الأردن، عائشة فال من السنغال، دعاء سعيد محمد عبيد النقبي من الإمارات، وداد أحمد محمد من غانا، عيساتو فوزية سليمانو من الكاميرون، مريم شام من غامبيا، وجميلة نيبوفا من أذربيجان، واختتمت جلسات المسابقة الصباحية والمسائية بتوزيع 20 جائزة مالية نقدية مقدمة كهدية من اللجنة المنظمة للجائزة إلى جمهور الحضور.

وقال الدكتور سعيد عبدالله حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم إن مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم حققت نجاحا كبيرا على المستوى الدولي في دورتيها الأولى والثانية بفضل الله تعالى ثم بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولية رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مؤسس هذه الجائزة المباركة، وبفضل جهود اللجنة المنظمة للجائزة برئاسة سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة للجائزة وأعضاء اللجنة التي حققت طفرة كبيرة شهدتها المسابقات الدولية للجائزة خلال مسيرتها وأصبحت الآن محل تقدير واحترام وإعجاب لكثير من أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة والمهتمين بالشأن القرآني من مختلف دول العالم.

وأشار الدكتور سعيد حارب إلى أن هناك إشادات كبيرة من داخل الدولة وخارجها بنجاح مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم للإناث ولما تقدمه فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وفروعها من عمل ونشاط لخدمة كتاب الله وحفظته، وإن هذا يضعنا أمام مسؤولية وتحد كبير للمحافظة على هذا المستوى الرفيع والمتميز وهذه المكانة المرموقة وأن نحرص دائماً لنقدم في كل عام الأفضل من خطط تتعلق بالأداء والتنسيق المحكم مع جميع الجهات، وقال إن الجائزة بدأت بفرعين فقط هما المسابقة الدولية والشخصية الإسلامية، وها هي الآن تنظم 14 فرعا مما يجعلها فى نشاط دائم وفعاليات متواصلة طوال العام كما وتبذل الجائزة أقصى الجهود في المحافظة على كتاب الله وحفظه وتجويده وتلاوته كما وترفد الجائزة سنويا المكتبة الإسلامية بعدد من الإصدارات التي تتناول الموضوعات العلمية والشرعية والفقه والسنة النبوية الشريفة وغيرها من الموضوعات الأخرى.

وقال الدكتور عثمان منصور البكري مدير عام مستشفى برايم بدبي إنه حرصاً من مجموعة برايم الطبية على المشاركة المجتمعية الفاعلة، يقوم مستشفى برايم ممثلا عن مجموعة برايم الصحية برعاية مسابقات وفعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وتقديم الرعاية الصحية المتميزة مع طاقم طبي وسيارة إسعاف مجهزة لمدة 24 ساعة يومياً وتقديم الخدمة التي تليق بموقع وسمعة دبي العالمية وخدمة المتسابقين وضيوف الجائزة.

وأضاف الدكتور عثمان إنه يشرف مستشفى برايم رعايته لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وضيوفها الكرام وحفظة كتاب الله، وقدم شكره لسعادة المستشار إبراهيم بو ملحه رئيس اللجنة المنظمة وأعضاء اللجنة لجهودهم المباركة في خدمة كتاب الله وحفظته ونجاح مسابقات القرآن الكريم والمحلية والدولية بفروعها للبنين والبنات والحافظ المواطن ومسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم للإناث لتصبح الجائزة الدولية الأكبر والأهم على المستوى العالمي لخدمة حفظة كتاب الله.

في آخر يوم من مسابقات الشيخة فاطمة بنت مبارك القرآنية التقينا بإحدى المتسابقات على هامش الجلسة الصباحية، حيث أفادت ممثلة النيجر آمنة مامادو حسن عمر، البالغة من العمر تسعة عشر سنة، الحاصلة على دبلوم الدراسات الإسلامية، أنهابدأت حفظ القرآن الكريم بسن التاسعة وختمته خلال ثلاث سنوات، وعن طريقة الحفظ في النيجر قالت إنهم أولا يحفظون القرآن سماعا ومن المصاحف، ولما يختم الطالب الحفظ ينتقل لمرحلة الكتابة، فيكتب ما حفظ على اللوح، وللحافظة التي كانت تتكلم اللغة العربية الفصحى بطلاقة مشاركات عدة في ولايات النيجر، لكن مسابقة الشيخة فاطمة هي المسابقة الدولية الأولى لها، وترى أنها مسابقة فريدة من نوعها في بلد فريد من نوعه، وهي تطمح لدراسة الطب أو التمريض لتساعد الناس، وأضافت توجد حافظات كثيرات في النيجر وفرصة أن يختارني الله من بين كل تلك الحافظات لنعمة كبيرة أشكر الله ثم أشكر من أعاطني هذه الفرصة ومن بادر بإنشاء هذه المسابقةالتي تنقل صورتنا نحن الحافظات في النيجر وفي القارة الأفريقية.

أما ممثلة المملكة الأردنية ريم منذر قاسم الشبول التي صحبها أخوها، وبدا عليه قلقه عليها على إثر نزولها من منصة الاختبار متأثرة، وهي طالبة بالسنة الأولى من التعليم الثانوي، رشحتها وزراة الأوقاف بالأردن بعد اجتيازها لمسابقة التصفيات التي نجحت فيها، وللحافظة مشاركات محلية كثيرة آخرها المسابقة القرآنية السنوية بعمان التي شاركت فيها قبل أسبوع من مجيئها للمشاركة في مسابقة الشيخة فاطمة، وترى أن هذه المسابقة تجربة جديدة لها كونها لم تشارك قبل في مسابقات دولية، وإن إكرام المتسابقات ومتابعتهن والحرص على تقديم الرعاية لهن، من سماتها، إضافة إلى الأخوات اللواتي تعرفت عليهن من بلدان كثيرة، واستفادت من خبراتهن، هذا، وتتمنت استمرار هذه المسابقة في المستقبل لتستقطب أعدادا أكبر من الحافظات من بلدان العالم الإسلامي.

وقالت ممثلة الدولة المستضيفة دولة الإمارات العربية المتحدة دعاء سعيد محمد عبيد النقبي من خورفكان، والمقيمة بدبي، وهي حاصلة على بكالوريوس هندسة، إنها نشأت في عائلة محبة للقرآن الكريم، ودائما ما تدفعها لمراكز التحفيظ، بدأت الحفظ فعليا إثر سلسلة من الحفظ المتقطع وهي بالصف العاشر، وختمته بالسنة الأولى في الجامعة، ولعل حرص والدها رحمه الله كان من أسباب اتخاذها مسلك الحفظ والمثابرةعليه، لكن قدر الله له أن يتوفى قبل أن تتم حفظها للقرآن، وهي بالصف السادس فلم يشهد رحمه ختمها له، لتكمل والدتها مهمة تشجيعها بعده. شاركت دعاء في مسابقات محلية كثيرة، منها مسابقة الشيخة هند، واختبار الإجازة بالسند المتصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وحصلت فيه على الإجازة برواية حفص، وعن أدائها اليوم قالت: إنها مسؤولية كبيرة، فهناك هم المشاركة والمراجعة، وهم المسؤولية الكبيرة أمام الدولة التي أمثلها، لا سيما أنها الدولة المنظمة للمسابقة والمستضيفة لهذا الحدث القرآني الضخم. كانت الطالبة معلمة قرآن بمؤسسة القرآن الكريم والسنة النبوية بالشارقة وترجو أن تعود لتدريس القرآن الكريم مرة أخرى لتدخل في الخيرية التي تكلم عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلّمه، كما ترجو أن تكمل بقية القراءات العشر. وختمت حديثها بشكر اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم على الثقة وعلى الفرصة التي منحوها، "وإنه لشرف لي أن أشارك في مسابقة قرآنية تحمل اسمًا عزيزًا على قلب كل إماراتي: الشيخة فاطمة بنت مبارك، وأرجو من الله أن يكون أهل الإمارات راضين عن أدائي، والله الموفق".

وفي لقاء خاص مع والدة المتسابقة الحاضرة الغائبة ممثلة مصر الأولى التي رشحت للمسابقة قبل أن يتوفاها الله بالأجل الذي قدره لها، وهي في طريقها للحصول على تأشيرة للحضور جراء حادث مرور مؤلم قضى على حلمها قبل أن يبدأ، سردت لنا قصة شيماء المجتهدة الحالمة، والمثابرة، البارة بأمها، واليتيمة الأب، قالت:

شيماء صبري محمد المرسي فتاة في السنة الأولى صيدلة، ومحفظة للقرآن الكريم بالجامعة، من محافظة الجيزة قرية أبو رضوان التابعة للبدرشين، توفي والدها وهي في السنة الخامسة ابتدائي، اختبرتها وزارة الأوقاف قبل ثلاثة أشهر، وقبلت للمشاركة وتمثيل مصر، وفي فترة التحضير للمجيء ومحاولة استصدار التأشيرة للحضور سافرت مع أخيها وفي طريقها وهي تقطع الشارع مع أخيها اصطدمت بسيارة في حادث أدى إلى مصرعها رحمها الله.

وأضافت والدتها في وصفها لها إنها كانت تساعدني كثيرا رغم صغر سنها، وإنها كانت لا تنام الليل بين المذاكرة ومراجعة القرآن، ومساعدتي في مهام البيت وتربية إخوتها الثلاثة، وكانت تقول: "لما يرزقني الله بالمأل تريد أن أساعد الناس، وأن أبحث عن أشخاص يريدون أن يتعلموا ويكملوا دراستهم أتساعدهم، مثلما كنت أنا يوما ما أبحث محتاةج لمن يساعدني لإكمال دراستي"، فلما جاءت المسابقة رأت فيها بصيص الأمل لتحقيق هذا الحلم. وأضافت والدة شيماء وعيناها بالدموع، لقد كانت سبب كل خير أتاني، وكان القرآن سبيله، بحيث فازت في مسابقة نور على نور بالمركز الأول بعمرة زرت بسببها بيت الله. وعندما كلمني شيخ الأوقاف وأخبرني بأنهم سيتصلون بي من دبي كنت أظن أنهم سيعزونني في ابنتي ولم أتوقع للحظة أنهم سيدعونني للحضور هنا، أنا وأخوها الشاهد على الحادث، والذي كان معها ولا زالت حتى الآن آثار الحادث عليه ولم تلتئم جراحه، أشكركم على هذه الدعوة، صحيح أن شيماء لم تحضر لكنها حاضرة بروحها، ولعل الله شاء لي أن أحضر محملة بحلمها هنا، وأن أرى المنصة التي كانت تحلم باعتلائها، والحافظات اللواتي كانت ستلتقي بهن، فجزاكم الله خيرا، ورحم الله شيماء وأسكنها فسيح جنانه بحبها للقرآن، وحرصها على تعلّمه وتعليمه، وبرها لأمها، وحبها لفعل الخير وخدمة الناس.

 


 

الرعاة