يزداد العرس القرآني في دبي تألقا وروحانية وزخماً يوماً بعد يوم بالحضور الجماهيري المكثف الذي تمتلئ به قاعات غرفة تجارة وصناعة دبي وجمعية النهضة النسائية وتبدأ الْيَوْمَ أولى محاضرات الجاليات في قاعة نادي النصر ليجر لاند بدبي ضمن فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم والتي تقام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله.

 

وألقى فضيلة الشيخ صالح المغامسي محاضرة بعنوان "ويدعون إلى الخير" وذلك بحضور سعادة المستشار إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية ورئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ونائب رئيس وأعضاء اللجنة المنظمة للجائزة، وحضور رعاة الأمسية الثالثة من محاكم دبي وديوان صاحب السمو حاكم دبي، وحضور مسؤولي وممثلي وأعضاء نادي ذخر التابع لهيئة تنمية المجتمع بدبي والجمهور المتابع لفعاليات المسابقة التي تقام في قاعة غرفة التجارة والصناعة.

وتحدث الشيخ المغامسي في محاضرته عن الدعوة إلى الخير مشيراً إلى دعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وتوجيهات أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله إلى عام الخير 2017 كتجسيد لأعمال الخير التي تنتهجها دولتنا المباركة في سياستها بالمسارعة في الخيرات اقتداء بالحبيب صلى الله عليه وسلم الذي كان يسارع في الخيرات وجوادا كريما كالريح المرسلة وأجود ما يكون في رمضان، وسرد أبياتا لقصيدة أعرابي ألقاها عند روضته صلى الله عليه وسلم قال فيها: 

يا خير من دفنت في التراب أعظمـه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم

نفسي الفـداء لقبـر أنـت ساكنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم

كما أشار إلى دعوة الله لغير المسلمين بالتزام منهج التوحيد والإيمان برسوله وبما أنزل إليهم من كتابه بقوله تعالى: "وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين"، أما أهل الإيمان فنجد قوله تعالى فيهم: "وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا"، والقرآن فيه الخير لمن يقرأه ولمن يسمعه ولمن يتعلمه لقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، ونية العبد في الخير خير من عمله ولا عمل بدون نية صادقة خالصة لله، وذكر قول الشاعر: 

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ** لا يذهب العرف بين الله والناس 

كما دعا الشيخ إلى توحيد الله واعتبار كل أعمال الخير والإحسان لقاء وجهه جل وعلا في كل حالات الإنسان بما في ذلك مراتب الإحسان التي ذكرها في معرض محاضرته مستشهدا بقصة يوسف عليه السلام عندما أودع السجن لم يترك دعوة الخير وتقديم الإحسان الذي قدمه مقابل الإساءة إليه فكان جزاؤه أن عوضه ربه بذلك أن جعله عزيز مصر ومسؤولا على خزائن الأرض لتقواه وتعلقه بالله جل وعلا: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب".

كما أوضح العلاقة بين الزوجين التي تنبني على المودة والرحمة لقوله تعالى: "وجعل بينكم مودة ورحمة"، وقوله: "وعاشروهن بالمعروف"، وقوله: "وإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيرا"، وقوله: "وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات"، ودعا إلى أننا يجب أن نرضى بقضاء الله وقدره، ونسعى في الأرض بالخير والإحسان لا بالفساد وسفك الدماء فالمؤمن مفتاح للخير مغلاق للشر، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع، وينبغي أن نتأسى بخلقه صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن وأرسله ربه رحمة للعالمين.

الجدير بالذكر ان قاعة الفعاليات تشهد مساء الْيَوْمَ محاضرة لفضيلة الشيخ سعيد محمد الكملي من المغرب حيث سيلقي محاضرة بعنوان لسان ذكر في الآخرين اما قاعة جمعية النهضة النسائية فتشهد محاضرة لفضيلة الدكتور مبروك عطية من مصر بعنوان لأخطاء شائعة في فهم القران الكريم أما محاضرات الجاليات في قاعة نادي النصر ليجر لاند فتشهد محاضرة بعنوان الرؤية القرآنية للمجتمع المعتدل لفضيلة الشيخ سيد إبراهيم الخليل.