تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، راعي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، اختتمت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم مساء أول من أمس الجمعة فعالياتها الثقافية بمحاضرة للشيخ سعد بن عتيق العتيق تحت عنوان "ضياء قلب"، تحدث من خلالها عن حسن الخلق ودوره في حياة الإنسان المسلم وفي آخرته، مشيرا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "أتدرون من المفلس ؟ قالوا : يا رسول الله ، المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . قال : ليس ذلك المفلس ، ولكن المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، ويأتي وقد ظلم هذا ، ولطم هذا ، وأخذ من عرض هذا ، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن بقي عليه شيء أخذ من سيئاتهم، فرد عليه ، ثم صك له صك إلى النار.

وقال إن حسن الخلق هو أكسير الحياة، وهو أثقل ما يكون في ميزان العبد يوم القيامة، وإن أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق، قال عليه الصلاة والسلام "إن أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنُكم أخلاقا، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون المتفيهقون.
قالوا: يا رسول الله!! قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفهيقون؛ قال: المتكبرون".
وتطرق الشيخ سعد عتيق العتيق إلى قوله تعالى "والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها، والنهار إذا جلاها، ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها ....."، مشيرا إلى أن في السورة الكريمة 11 قسما بالمخلوقات للوصول إلى التأكيد على تزكية النفس وهي الأخلاق.
وأضاف أن الإسلام جعل الخلق في ذروة السنام، ومن اسباب تمام الدين والإنسان، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"، والأخلاق هي أعلى ما يمكن أن يصل إليه الإنسان، وإن حسن الخلق يبلغ به المسلم درجة الصائم القائم، ولو لم يكن من عباد الأمة ومن قومها.
وقال إن هناك من الناس أخلاقه شرسة حادة قاسية، ويسأل هل يمكنني أن أغير طبعي؟ والإجابة أنه يمكن أن يتغير ويغير، من خلال برنامج أخلاقي في شهر رمضان "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
وقد أخبرنا القرآن أن بعثة الأنبياء جاءت لتقوم أخلاق من يتبعهم، طهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة"، ومن كان لديه علم وليس لديه أخلاق فهو جاهل، وأي علم بدون أخلاق لا ينفع.
وأشار إلى بعض الآيات التي تدعو إلى الأخلاق القويمة ومنها "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم"، "وإنك لعلى خلق عظيم"، لأن أصل دعوة الرسل حسن الخلق "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" وفي رواية "مكارم الأخلاق".
وقال إن الله عز وجل وجه رسوله ليصل كلامه إلى القلوب "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين"، "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض".
وقال إن أركان الإسلام تخرج الإنسان من الكفر، ولكن هناك تتمات للإيمان، "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"، خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها"، "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"، "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم".
ودعا الشيخ سعد العتيق إلى التحلي بالحلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما الحلم بالتحلم، وإنما العلم بالتعلم، ومن صبر يصبره الله"، وقال إنه لابد من تعديل الأخلاق، وأن ينفق العبد وهو محتاج، وأن يعفو وهو قادر على أن يأخذ حقه، "فليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم".

Previous Next Play Pause

 

الرعاة