استمرت  فعاليات اليوم السادس لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم للعام 1439هـ/2017 التي تقام في قاعة ندوة الثقافة والعلوم بدبي في الفترة من 12 – 24 نوفمبر الجاري بحضور سعادة المستشار إبراهيم محمد بو ملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وأعضاء اللجنة المنظمة للجائزة وعدد من السادة مسؤولي الدوائر الحكومية ورجال الأعمال، ورعاة اليوم السادس وأولياء أمور المتسابقات، وجمع من الحضور المهتمين والمتابعين لفعاليات المسابقة القرآنية. 

 

وقد استمعت لجنة التحكيم في جلستيها الصباحية والمسائية إلى تلاوات عطرة من الذكر الحكيم، حيث اشتد التنافس  بين  المتسابقات اللواتي يسعين إلى تحقيق نتائج  متميزة وفق المعاير  المعتمدة من اللجنة المنظمة ولجان تحكيم المسابقة في ظل تمتع المتسابقات بأصوات ندية قوية وأداء متميز، وجميعهن يحاولن تحقيق أفضل النتائج الممكنة حتى يكن في مقدمة المتسابقات المتفوقات، في حين ستطبق اللجنة المنظمة للجائزة لوائح المسابقة الدولية للقرآن الكريم على هذه المسابقة وسوف تحصل الفائزة بالمركز الأول على 250,000 درهم، والمركز الثاني على 200,000 درهم، والمركز الثالث على 150,000 درهم، والمركز الرابع على 65,000 درهم، والمركز الخامس 60,000 درهم،  والمركز السادس على 55,000 درهم، والمركز السابع على 50,000 درهم، والمركز الثامن على 45,000 درهم، والمركز التاسع على 40,000 درهم، والمركز التاسع على 40,000 درهم، والمركز العاشر على 35,000 درهم، وما دون المركز العاشر من الحاصلات على نسبة 80% فما فوق ستحصلن على جائزة قدرها 30,000 درهم لكل منهن، و الحاصلات على درجة 70% الى 79% ستحصل كل منهن على 25,000 درهم، والحاصلات على نسبة 69%  فأقل ستحصل كل منهن على مبلغ 20,000 درهم. 

وقد تسابق يوم أمس السبت 8 متسابقات وهن لينا بنت عبدالناصر من تونس في رواية قالون، سلمى محامد من المغرب في رواية ورش، نور أمالينا بنت أزهار الدين من ماليزيا في رواية حفص، بلقيس دار من موريتانيا في رواية قالون، حميدة محمد فاروق من كندا في رواية حفص، ربينه نيازي من أفغانستان في رواية حفص، مابنت سيسي من غينيا بيساو في رواية حفص، وزهوزهونا جورجادزي من جورجيا. 

كما تتنافس اليوم الأحد سابع أيام المسابقة القرآنية 8 متسابقات وهن كوثر ريحان عابدين من تركيا، إسراء فادي عدره من لبنان، عائشة عبدالشكور محمد من كينيا، فاطمة محمد محمد من إفريقيا الوسطى، زينب يوسف من جمهورية القمر، راماتو ديارا من مالي، الفيره حليم من مقدونيا، وعائشة نيكوزي من رواندي، وتتنافسن في الحفظ على رواية حفص عن عاصم، وقد أعربت المتسابقات عن غبطتهن وسعادتهن بالتواجد في هذه المسابقة القرآنية التي تعد من أهم المسابقات القرآنية التي تعنى بحافظات كتاب الله باعتبار أن المشاركة في المسابقة شرف كبير لهن وأنها من أهم المسابقات القرآنية على مستوى العالم. 

وجدير بالذكر أن فعاليات الدورة الثانية لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم شهدت مشاركة واسعة من مختلف دول  العالم بلغت 76 متسابقة، كما يتم نقل فعاليات المسابقة عبر  قناة الجائزة وقناة نور دبي الفضائية من شبكة قنوات دبي التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، وبالتعاون  مع  وحدة  الإعلام  في  الجائزة كما قامت مؤسسة الإمارات للاتصالات - اتصالات - بوضع قناة الجائزة ضمن القنوات الموجودة في خدمة الإي لايف، ويتم السحب على 20 جائزة مالية يوميا مقدمة من اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كهدايا إلى الجمهور المتابع لفعاليات الدورة الثانية لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم. 

وفي لقائنا مع المتسابقة لينا بنت عبد الناصر بن فرحات من تونس، وهي طالبة بالسنة السادسة صيدلة، والوحيدة الحافظة لكتاب الله في عائلتها المكونة من ثلاثة إخوة، قالت إنها بدأت حفظها لكتاب الله وهي بسن صغيرة إلا أنه كان حفظًا متقطّعًا، ولم تبدأ الحفظ الجاد إلا بسن الواحدة والعشرين، ويعود الفضل لذلك بعد الله ووالديها للرفقة الصالحة،وصديقاتها في فترة الثانوية والجامعة، فأثرن عليها، بحيث سجلت في دورة الشفيع التي تقام في كل الدول الإسلامية، وحفظت فيها خمسة عشر حزبا، وشاركت بعد إعلان وزارة الشؤون الدينية عن المسابقة، رفقة عشرة متقدمات، ونجحت على رأس القائمة المتأهلة. وتعد هذه المسابقة أول مسابقة دولية تشارك فيها لينا، بعد سلسلة من المشاركات المحلية في تونس، وأفادت المتسابقة أنها في كل مسابقة تشارك فيها تستفيد وتتعلم شيئا، لا سيما أنها سافرت بسبب هذه المسابقة لأول مرة خارج الأراضي التونسية، كما خصصت شهرا قبل المسابقة تفرغت فيه للمراجعة وابتعدت فيه عن أهلها بالعاصمة التونسة لتلتقي بعدد من المشايخ التي قرأت عليهم والحافظات اللواتي راجعت معهن حفظها، فاستفادت الكثير، علاوة عما تعلمت من المتسابقات المشاركات في هذه المسابقة من كافة أنحاء العالم الإسلامي. وعن قراءتها قالت: إنني لم أتوقع أن أبلي هذا البلاء، لأني حضرت جيدا، فلم أتوقع أني سأخطئ الأخطاء التي أخطأتها وبخاصة في بداية سورة محمد، لكن القرآن توفيق من الله، نسأله الفتح والتوفيق. وختمت حديثها بشكرها للقائمين على الجائزة منذ بدء رحلتها من العاصمة التونسية لغاية صعودها منبر المسابقة للاختبار.

وفي لقاء مع ممثلة المملكة المغربية سلمى محامد، التي قرأت برواية ورش، وهي في السنة الأولى تخصص دراسات إسلامية، قالت: بدأت حفظ القرآن الكريم وأنا بسن العاشرة، وحفظته خلال ثمانية سنوات، وحصلت بعدها على ختمة ثانية على زوجها المقرئ بالضبط والإتقان، وحصلت منه على الإجازة بالسند المتصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، رشحتها وزارة الأوقاف بعد مشاركتها في المسابقة الوطنية بالمغرب، ومسابقة الأردن، وهي تهدف من هذه المشاركة إلى تثبيت حفظها أكثر، وابتغاء الأجر من الله، كما ترجو إكمال دراساتها العليا بمجال القراءات، وعن رأيها في المسابقة قالت إنها أجمل مسابقة شاركت فيها، من جميع الحيثيات، وبخاصة نظام التحكيم الدقيق.

أما نور أمالينا بنت أزهار الدين من ماليزيا، الخريجة الجامعية من قسم علوم القرآن، والعاملة بسلك التعليم الثانوي، فقد جاءت لتمثيل بلدها هنا، وتثبيت حفظها لكتاب الله، وهي سعيدة بترشيح وزارة الأوقاف لها، وهي تعتز بهذه المشاركة لقلة المسابقات الدولية المخصصة لفئة الإناث، واستطردت قائلة إن غير الحافظ أو الحافظ لجزء من كتاب الله قد يشارك أو قد لا يشارك في مثل هذه المسابقات لأن الأمر مرتبط بشخصه، لكن حافظ كتاب الله ملزم بل مسؤول على ما يحفظ أمام خلق الله قبل خالقه لأنه صورة ونموذج لغيره من المسلمين في العالم، لا سيما البنات، لأننا بحاجة إلى نماذج نسمعها أو نراها لنقتدي بها، ومثل هذه المسابقات خير نموذج لجميع بنات المسلمين.

وقالت بلقيس دار من موريتانيا بنت الواحد والعشرين ربيعا، إنها شاركت في مسابقات محلية كثيرة في بلدها، ومسابقات كل من: الأردن التي حصلت فيها على المركز الثالث، والجزائر، والسودان، إلا أنها ترى أن مسابقة الشيخة فاطمة التي تنظمها جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم من أجودها وأفضلها من حيث كل شيء، وعن رأيها في اختبارها قالت إنها لم تخطئ إلا أنها غير راضية تماما عن أدائها، فقد كانت تقرأ بسرعة قليلا، ومع ذلك فهي سعيدة بهذه المشاركة التي تفتخر بها كل بنت حافظة اتخذت كتاب الله أنيسا ورفيقا لها، فالشكر للقائمين ولكل من جمعنا هنا.

وأفادت حميدة محمد فاروق ممثلة كندا وذات الأصول الأفغانية، أنها حفظت القرآن الكريم بسن الحادي عشر، وختمته خلال سنتين، في مسجد تورنتو بتشجيع والديها لها ولبقية إخوتها الثلاث الحافظين، وهذه أول مسابقة دولية تشارك فيها، تحلم حميدة بأن تصبح معلمة قرآن، كما ترجع الفضل بعد الله لهذهالمسابقة التي مكنتها من تثبيت حفظها ومراجعته، بحيث قالت: إن الحافظ المبتدئ لا يركز حفظه إذا لم يجد له مثل هذه الفرص التي تشجعه وتحتفي به، فالشكر لجائزة دبي على هذا الفرع اليانع الجديد، الذي قدمه للفتاة المسلمة الحافظة في كل أنحاء العالم، وعلى هذه الفسحة والمجال لعرض صورة جميلة لآيات الله تتلى بأصوات فتيات جئن من كل مكان.


 

الرعاة