كان مسك ختام برنامج المحاضرات للدورة الحادية والعشرين لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بقاعة غرفة تجارة وصناعة دبي  محاضرة بعنوان  "الإسلام دين التسامح والوسطية"  لفضيلة الدكتور مبروك زيد الخير رئيس مركز الثقافة والحضارة الإسلامية بالأغواط بالجزائر ختام برنامج المحاضرات بقاعة غرفة تجارة وصناعة دبي، فيما تستمر محاضرات الأمسيات الرمضانية لفعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم للنساء في جمعية النهضة النسائية وللجاليات في قاعة نادي النصر ليجرلاند بدبي.

وانطلقت فعاليات المسابقة القرآنية الحادية والعشرين بمشاركة دولية لممثلي 103 متسابقين من الدول والجاليات الإسلامية بالعالم ويقوم بتحكيم المسابقة محكمون دوليون، وهم فضيلة الشيخ إبراهيم بن سعيد بن حمد الدوسري من المملكة العربية السعودية، وفضيلة الشيخ عبدالله محمد سعيد باعمران من الإمارات، وفضيلة الشيخ محمد أحمد على سليمان الجيلاني من اليمن، وفضيلة الشيخ جعفر يوسف محمد محمود من البحرين، وفضيلة الشيخ طاهر محمد سعيد الأسيوطي من مصر، وفضيلة الشيخ محمد فهد عبدالوهاب من سوريا، واختيار لجنة التحكيم المبدئي ممثلين في كل من فضيلة الشيخ عبدالله محمد الانصاري وفضيلة الشيخ الدكتور سالم محمد الدوبي من الإمارات، وفضيلة الشيخ محمد سليمان الأهدل من اليمن، فيما تضم لجنة تحكيم أحسن الأصوات كلا من فضيلة الشيخ المهندس أسامة الصافي وفضيلة الشيخ عبدالعزيز حسين الحوسني من الإمارات، وفضيلة الشيخ عبدالرزاق عبطان الدليمي من العراق، والجميع على درجة كبيرة ومستوى عال من الكفاءة والخبرة والعلم والدراية والدقة في استخدام الأجهزة والبرامج الحديثة المستخدمة في رصد درجات ومستويات المتسابقين بشفافية تليق بالسمعة الطيبة العالمية للمسابقة باعتبارها أبرز المسابقات الدولية من حيث التنظيم والتنافس الشريف وحجم المكافآت والجوائز التي ترصدها الجائزة للفائزين.

فى محاضرته استعرض فضيلة الدكتور نماذج من الشعر في حب النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته والإقرار بالذنب وطلب التوبة والمغفرة والرحمة من الله جل وعلا كقول الشاعر:

يا رب إن ذنوبي في الورى كثرت ** وليس لي عمل في الحشر ينجيني

وقد أتيتك بالتوحيــد يصحبه ** حبّ النبي وهـذا القدر يكفيني

 

كما ذكر الشيخ عددا من الآيات القرآنية في العبودية لله جل وعلا على منهج التوحيد والإسلام الحنيف وتسخيره جل وعلا الكائنات للإنسان كقوله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، وقوله: "إن الدين عند الله الإسلام"، وقوله: "إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين قد ارتضاه الله لنفسه ويصلحه السخا وحسن الخلق".

وقال فضيلته إن الله تعالى يريدنا قلوبا لا قوالب وأن نحقق له ما يريد بمشيئته وأن يعقل الإنسان ما في الأكوان لقوله تعالى: "فلينظر الإنسان مما خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر"، وقوله: "فلينظر الإنسان إلى طعامه إنا صببنا الماء صبا"، ومشيراً إلى أن المخلوقات هي معجزة الله والتدقيق وإمعان النظر فيها يوصلنا إلى معرفة الله لقوله تعالى: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد"، "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً"، لذا فقد وجب علينا شكر الله تعالى والإذعان له بالعبودية والتوحيد والتقرب إليه كما جعل لنا كل شيء مذللا لقوله: "هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور"، وقوله: "فليعبدوا ربَّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".

كما أشار إلى وجوب أن تكون همة الأمة في القمة على قدر محبتنا لرب العالمين وأن نتقرب إليه بقدر ما أوجدنا لغاية منشودة ونرتفع إلى أعلى عليين وتحقيق ما يريده لنا جل شأنه بمدارج السلوك التي بينها لنا، وذكر قول الشاعر مستدلا:

ولم أر في عيوب الناس عيباً ** كنقص القادرين على التمام

وقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:

إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى ** وحظك موفور وعرضك صيـّن

لسانك لا تذكر به عورة أمـــريء ** فكلك عورات وللناس ألســن

وعينك إن أبـدت إليك معايبـا ** فصنها وقل يا عين للناس أعين

كما ذكر فضيلته أدلة من القرآن الكريم مثل: "فاهجرهم هجرا جميلا"، "فاصفح الصفح الجميل"، وقولوا للناس حسنا"، ومن السنة المطهرة أيضا: "الكلمة الطيبة صدقة"، وقال إن أعمدة الدين هي التسامح والوسطية مستدلا بآيات كريمة تحض على اللطف وخفض الجناح والاعتدال والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وتذكير المسلمين مثل: "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر"، "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا"، "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر".

 

وقام المستشار إبراهيم بوملحه رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ويرافقه أحمد الزاهد عضو اللجنة المنظمة رئيس وحدة الإعلام بتكريم فضيلة الدكتور المحاضر وتسليمه درع الجائزة، كما قام بتكريم رعاة اليوم السادس لفعاليات المسابقة الحادية والعشرين، وتم السحب على هدايا نقدية وعينية مقدمة من الجائزة إلى جمهور الحضور.